السؤال:

السلام عليكم، كنت من فترة في جنازة أحد معارفي في مقبرة تسمى الفساقي، والتي لاحظت فيها وضع الميت في لحد داخل غرفة، ثم يحكمون إغلاق الغرقة بعد الدفن، وهو أمر غير مألوف في أغلب مقابر المسلمين، يرجى التكرم بالإفادة بالرأي الشرعي لهذه المقابر.

الجواب:

فضيلة الدكتور خالد محمود
إن الأصل أن يدفن كل ميت في قبره وحده، وينبغي أن يكون الدفن حسب مواصفات مشروعة، مثل أن يكون القبر عميقًا يمنع خروج الرائحة ويمنع الحيوانات المفترسة من الوصول إلى جثة الميت.

ويجوز دفن أكثر من ميت في قبر واحد عند الضرورة. وأما الدفن في الفساقي (الفساتق) فلا يختلف بشيء عن القبر الشرعي ومواصفاته.

وهي كبيت مقعود تحت الأرض يوضع الميت فيها حيث يلحد للميت في داخلها ويوضع في اللحد ويغطى بساتر من القماش وكل واحد من الأموات يدفن وحده في لحده وهو منفصل في لحده عن الآخر، فالرجال يدفنون في مكان والنساء في مكان آخر، وليس كما يعتقده البعض من أن هناك اختلاطًا في الدفن.

وليس هناك هتك لحرمة الأموات فلا يكشف عن الأموات حتى يبلى اللحم، فهي في مواصفات القبر العادي حيث تمنع خروج الرائحة ويمنع وصول الحيوانات المفترسة إلى جثة الميت، وكذلك عملية اللحد وتغطية الميت، وعلى هذا فقد أجاز بعض العلماء الدفن في الفساقي مثل :

- الشيخ محمد عليش المالكي قال : (وإن دُفِن بلا لحدٍ ولا شَقٍّ -كتُرَب مصر- أُسنِد بالتراب مِن خلفه وأمامه؛ لِئَلَّا ينقلب على وجهه أو على ظهره، وهذا ليس دفنًا شرعيًّا وإن جَرَت به العادة في مصر ونحوها تساهلًا) (منح الجليل على مختصر العلامة خليل : 1/ 501)

- قال الشمس الرملي: (وعُلِمَ مِن قوله: (حفرة) عدمُ الاكتفاء بوضعه على وجه الأرض والبناء عليه بما يمنع ذينك (أي الرائحة والسبع)، نعم، لو تعذر الحفرُ لم يُشتَرَط؛ كما لو مات بسفينة والساحل بعيد، أو به مانع، فيجب غسله وتكفينه والصلاة عليه، ثم يجعل بين لوحين لئلا ينتفخ). (نهاية المحتاج: 3/ 4)

- كما نص عليه العلامة ابن قاسم والشمس الرملي والبجيرمي والجمل وغيرهم، أن هذه الفساقي إن مَنَعَت الرائحةَ والسَّبُعَ فإنه يصدق عليها اسم القبر ويجوز الدفن فيها شرعًا، وهو الذي اعتمده العلامة الطحطاوي مِن الحنفية أيضًا في قرافة مصر.

فتاوى مختارة