السؤال:

ما حكم قراءة القرآن أو الذكر جهرًا عند تشييع الجنازة؟

الجواب:

فضيلة الدكتور عوني مصاروة
ينبغي للمسلم الذي يحضر الجنازة عند تشييعها ودفنها، أن يستذكر مصيبة الموت وأن يتعظ ويتفكر في هذا الميت، وأن حال هذا المشيع سيصير إلى مثل ما صار إليه الميت، وهذا التذكر يدفع الإنسان إلى محاسبة النفس والتفكر، فإن كان محسنًا ازداد إحسانًا وإن كان مسيئًا رجع وتاب إلى الرشد، وهذا التفكر والاتعاظ مقصود من حضور الجنائز، وهذا ما كان عليه المشيعون في الصدر الأول، أما اليوم فنرى الناس يشيعون الميت في كثير من الأحوال وهم ما بين لاه وغافل وأحيانًا يغتابون الميت نفسه ويطعنون ويقدحون فيه.

- قال الشيخ حسن بن علي المدابغي وهو من فقهاء الشافعية: لو قيل بوجوب القراءة لم يبعد.

- قال ابن زياد وكان إمام الشافعية في عصره: من أدى إلى سكوته إلى نحو غيبة كان رفع الصوت بالذكر أولى ليشتغلوا به عنهم. (فتح العلام للجرداني: 280/3)

- وعن أنس رضي الله عنه قال: ( أكثروا في الجنازة قول لا إله إلا الله ). (كنز العمال: 650/15)

تعقيب: وجب التنبيه أن هناك حديث قد يتداوله بعض الناس وهو ليس بصحيح:

روى خالد بن خداش عن معتمر عن ثابت بن زيد عن أخ له يُقال له الصباح عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ يحبُّ خفضَ الصَّوتِ في ثلاثةِ مواطنَ: عندَ قراءةِ القرآنِ، وعندَ الجنازةِ، وإذا التقَى الزَّحفانِ).

قال أحمد بن حنبل: ليس بصحيح ولثابت بن زيد أحاديث مناكير، قال ابن حبان: الغالب على حديثه الوهم، والصباح مطعون فيه. (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية: 584/2)

فتاوى مختارة