السؤال:

يقول السائل: خرج علينا خطيب جمعة يقول ببدعية استخدام السبحة، وأنه لا يجوز استخدامها، بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته لم يرد دليل عنهم باستخدامها، فهل هذا صحيح؟ أفيدونا بارك الله بكم.

الجواب:

فضيلة الدكتور عوني مصاروة
إن استخدام السبحة جائز شرعًا، ومن الأدلة في زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته:

1) أخرج أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: (أنه دخل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على امرأة وبين يَدَيْها نَوَىً -أو حَصَىً- تُسبح به فقال: (أَأُخْبِرُكِ بما هو أيْسَرُ عليكِ من هذا - أو أفضل قولي: سُبْحَان الله عدد ما خلق في السماء، سبحان الله عدد ما خَلَق في الأرض، سبحان الله عدد ما بين ذلك، سبحان الله عدد ما هو خالق، الله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك؛ ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك). (سنن أبي داود 169/4) (سنن الترمذي الأذكار للنووي: ص 19).

2) روى أحمد وأبو داود والترمذي وابن أبي شيبة والحاكم وصحح السيوطي إسناده عن بسيرة الصحابية المهاجرة قالت: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (عَلَيْكُنَّ بِالتَّسبِيحِ وَالتَّهلِيلِ وَالتَّقدِيسِ، وَلاَ تَغفُلنَ فَتَنْسَينَ التَّوحِيد وَاعقِدنَ بِالأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُستَنطَقَاتٌ ).
تعقيب: قال الشوكاني: هذان الحديثان يدلان على جواز التسبيح بالنوى والسبحة (أبو داود 170/2) أذكار للنووي ص 19) (الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2/2) (نيل الأوطار للشوكاني 2/327).

3) جاء في كتاب (المدخل لابن الحاج 3/216): ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على بعض أزواجه، فرأى نورًا في طاقٍ، فقال: ( ما هذا النّور الذي في الطّاق، فقالت: يا رسول الله هذه سبحتي التي كنت أُسبِّح عليها جعلتها هناك).

4) عن أم المؤمنين السيدة صفية رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن، فقال: (ما هذا يا بنت حيي؟ قلت: أسبح بهن، قال: قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا، قلت: علمني يا رسول ، قال: قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء). قال السيوطي حديث صحيح (الحاوي للفتاوى: 2/2).
تعقيب: لم يقل لها النبي -صلى الله عليه وسلم- إنك مبتدعة، أو هذا منكر، ولم ينهها عن ذلك.

5) كان لأبي هريرة رضي الله عنه خيطًا فيه ألف عقدة، فكان لا ينام حتى يسبح به اثنتي عشرة ألف تسبيحة.(الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2/2. باب المنحة في اتخاذ السبحة)

6) روى عبد الصمد بن موسى قال: حدثتني زينب بنت سليمان بن علي، حدثتني أم الحسن بنت جعفر بن الحسين، عن أبيها، عن جدها، عن علي رضي الله عنه مرفوعًا: (نِعْمَ الْمُذَكِّرِ السُّبْحَة). (الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2/2) (نيل الأوطار للشوكاني: 327/2) (حاشية ابن عابدين 651/1) (الفتوحات الربانية على الأذكار للنووي: 245/1 - 255).

تعقيب: ثم إن التسابيح الكثيرة لا يمكن ضبطها في العد على الأصابع، فالسبحة أيسر وأسهل في ذلك.

فتاوى مختارة