السؤال:

ما هو عدد ركعات صلاة الضحى؟

الجواب:

فضيلة الدكتور خالد محمود
أقل ما ورد في صلاة الضحى ركعتان؛ فقد روى مسلم(720) من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى)، وروى البخاري(1981)، ومسلم(721) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام).

وأما أكثرها، فلم يرد نص في تحديد ذلك، لكن ثبت عنه عليه الصلاة والسلام، أنه صلى الضحى أربعاً، وقد يزيد على تلك الأربع ركعات، وثبت عنه أنه صلاها ثمان ركعات كما في فتح مكة.

فقد روى مسلم(719) أن معاذة رحمها الله سألت عائشة رضي الله عنها: "كَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى؟، قَالَتْ: أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيَزِيدُ مَا شَاءَ".

وروى مسلم(336) عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: "قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غُسْلِهِ، فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى".

جاء في "الموسوعة الفقهية" (27/225): "لا خلاف بين الفقهاء القائلين: باستحباب صلاة الضحى في أن أقلها ركعتان؛ فقد روى أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)، فأقل صلاة الضحى ركعتان لهذا الخبر.

وإنما اختلفوا في أكثرها:
فذهب المالكية والحنابلة -على المذهب- إلى أن أكثر صلاة الضحى ثمان؛ لما روت أم هانئ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة وصلى ثماني ركعات, فلم أر صلاة قط أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود.

ويرى الحنفية والشافعية -في الوجه المرجوح- وأحمد -في رواية عنه- أن أكثر صلاة الضحى اثنتا عشرة ركعة؛ لما رواه الترمذي والنسائي بسند فيه ضعف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة)".

والراجح: أن صلاة الضحى ليس لأكثرها عدد معين، بل يصلي الشخص ما شاء من ركعات، على أن تكون تلك الصلاة مثنى مثنى، أي: ركعتين ركعتين.

فتاوى مختارة